مشاركة الصين بمعرض كتاب طهران، بين إنطلاقة واعدة ونهاية مخيّبة

1390/02/21-08:30

تخيّم هذه الأيام أجواء الإنكماش والإنفعال علي جناح الصين بمعرض الكتاب، بعد أن بدأ أعماله بتركيبة من الألوان والكتب ووعود بفتح تعاملات علمية وثقافية جديدة مع الناشرين الإيرانيين.

وأفادت وكالة أنباء الكتاب الإيرانية "إيبنا" أن المعرض الدولي للكتاب بطهران يشهد هذا العام ثالث حضور‌ صيني‌ رسمي في هذا الحدث الثقافي الكبير، حيث تم تخصيص مساحة كبيرة في وسط الصالة الدولية في الطابق الثاني بمبنی الرواق "شبستان" لجناح الصين.

وبعد أن شهد الجناح إنطلاقة جيدة في اليوم الأول للمعرض بإزاحة الستار عن كتب صينية بمشاركة مساعد الوزير الصيني لشؤون الإصدرات والطباعة والنشر "أشو لين"، والسفير الصيني بطهران "يو هوانج يوانغ"، ومساعد رئيس دار نشر "شين جيانغ" (النهر الصيني الأصفر) "شيون سيانغ" ولفيف من المترجمين والمثقفين الصينيين، مبشراً بفتح فصل جديد من التعاملات الثقافية الإيرانية الصينية، لكن لم تری هذه الوعود النور، ويخيم علي الجناح في هذه الأيام أجواء مخيبة من الإنكماش والإنفعال في نشاطاته.

وأفاد مراسل القسم الدولي بوكالة أنباء الكتاب الإيرانية "إيبنا" أن جناح الصين إفتتح أعماله في اليوم الأول للمعرض بإزاحة الستار عن مجموعة من الكتب القرآنية‌ والدينية النفيسة وأقراص مدمجة حول ثقافة وحضارة وأدب المسلمين الصينيين الذين يسكون غالباً بمنطقة "شينجيانغ" باللغة الأويغورية التي تعتبر لغة رسمية للمسلمين في الصين وهي نوع من اللغة التركية‌ المغولية بالخطوط العربية. وفضلاً عن ذلك، عُرضت في هذا الجناح معاجم عن اللغة الصينية وكتب الأطفال وتعليم اللغة الصينية وكتب أخری عن الأدب والتاريخ والثقافة باللغة الصينية والإنجليزية والفارسية.

وكانت "أساس البوطيقا الصيني" للكاتب "وانج كينغ" باللغة الإنجليزية، و"أساليب الرياضة‌ القتالية" و"دائو ده جينغ" الذي أصدرته دار نشر "النهر الصيني الأصفر" بترجمه الدكتور سيد جواد حسيني إلی الفارسية ضمن الكتب التي عرضها جناح الصين بمعرض الكتاب.

كذلك، عرضت في الجناح مجموعة من الصناعات اليدوية الصينية للبيع مثل قلادات حمراء، محفظة الفلوس، كتب صينية أخری، حيث لقی ترحاب الزوار الإيرانيين وإشادتهم. 

بالرغم من ذلك، تضائلت فرص تحقيق وعود أطلقها مسؤولو الجناح لإقامة علاقات ثقافية وطيدة من اليوم الثالث، بعد أن غاب الممثلون الرسميون للصين ومترجموهم. لايعرف معظم الصينيين المتواجدين في الجناح اللغة الفارسية فيتقاعسون عن الحوار مع الزوار، وأعيدت الكتب التي كان من المقرر إهداؤها للزوار والكتب النفيسة‌ الأخری إلی الصين برفقة الموفد الصيني، ولم يبقی في الجناح إلا رفوف فارغة من الكتب، ومن اليوم الخامس للمعرض غابت القلادات عن الأنظار أيضاً.

ربّما تكمن المشكلة‌ الرئيسة التي يواجهها جناح الصين في عدم وجود مترجمين ذو معرفة شاملة بالإنتاجات الثقافية المعروضة في الجناح وغياب اللجنة الإيرانية والصينية للصداقة التي كان بإمكانها ايفاء دور مهم في إقامة علاقات إنسانية ثقافية بين البلدين.

وقالت إحدی السيدات الصينيات المتواجدات في جناح الصين "نيجي" لمراسل وكالة أنباء الكتاب الإيرانية "إيبنا": إنها تزور لإيران للمرة الأولی، ولا تعرف الكثير عن ثقافة الشعب الإيراني. وكانت في الجناح سيدة تتقن اللغة الفارسية لكنها رفضت إجراء أي حوار معنا، ومن جانب آخر، فإن رئيسة الجناح لم تكن تجيد اللغة الإنجليزية، يبدو أن الصين لم تخطط جيداً لمشاركتها الثالثة‌ في المعرض الدولي للكتاب بطهران، لذلك لم تنجح في إستقطاب الزوار الإيرانيين وإسترضائهم، بالتالي يمكن القول أنه يجب متابعة العلاقات والتعاملات الثقافية‌ بين إيران والصين داخل قنواتهما الرسمية.

هذا، وسيواصل المعرض الدولي الرابع والعشرين للكتاب بطهران حتی 14 مايو في مصلی الإمام الخميني رحمة الله عليه.

به ما بپیوندید: